اليوم قررت أن أبدأ في كتابة أول مقالة على مدونة وبودكاست “نوسان”. فكرت أن أكتب بأسلوب عفوي وبدون تكلف، ليكون متنفساً للحديث عن رحلتي من مقاعد الكلية إلى ما وصلت إليه اليوم من عقلية مختلفة ومتغيرة تماماً.
البداية: رحلتي من مقاعد الكلية
أستيقظ في الساعة السادسة صباحاً، وربما قبل هذا الوقت بساعة كاملة. أصلي، أتناول الفطور (الصبوح)، ومن ثم أخرج بسرعة إلى الشارع الرئيسي وما زالت عيناي لم تشبعا من النوم. 😴☕
مدة المواصلات تعتمد على مزاج السائق، وإذا كان متعاطياً للقات في تلك اللحظة أو لا. ثم الزحمة في الطريق بسبب الطلاب والموظفين والناس الذين قد ينامون في الشوارع. 🚗🚶♂️🚌
نصل إلى الكلية بحمد الله وندخل قاعة المحاضرات (التي خلال ست سنوات لم تكبر مساحتها، قاعتان في كلية عريقة وخمس دفعات تدرس فيها في نفس الوقت). الآن ننتظر الدكتور الذي يشترط بكل فخر ألا يسمح لأي طالب بالدخول بعده (مع العلم أن الدكتور يصل بعد ساعة من بدء وقت المحاضرة). ⏰🎓📚
تبدأ المحاضرة وتصعب علينا بعض النقاط، نسأل الدكتور ليشرحها أو يفسرها وتكون الإجابة المعتادة: “أنا حفظتها أيام الدراسة حفظاً، وأنتم بعد ما تتخرجوا ستفهمونها”. 🤔📝
الدكتور الآخر، صاحب النظريات، يشرح الفقرة أو النقطة ويبدأ يدخن السيجارة، وما تنتهي السيجارة إلا وقد طرح فكرة أن العلم يتطور، وأن الفرضيات في حالة إثبات ونفي، وعليه قد يكون مجبر قبل السيجارة قد تم إثباته في لندن وربما تم نفيه في بورسعيد. 🧠💡🚬
المهم نحن مطالبون يوم الامتحان بالإجابة بأحدث النظريات المثبتة، والدكتور ليس له علاقة بالمنهج الذي اشتريناه ب10 آلاف ولا المحاضرات التي أزعجتنا فيها. 📚📝💼
إذا نجونا من السابقين وغيبهم الله لأي سبب، فلابد من المرور بمحطات علماء كليتنا الباقين، وأهمهم على الإطلاق الدكتور الذي يعطيك عشر صفحات في الامتحان النهائي مكتوبة بخط النمل وتعبر عن سؤال واحد فقط: “اقرأ ما سبق ثم أجب عن التالي”. ما فهمناه هو أن الموضوع ليس لغة إنجليزية ولا الدكتور تخصصه مقالات أدبية. 🤯📖🔍
نحمد الله الذي عافانا مما ابتلى به كثير من العلماء. 🙏📚
يوم التخرج
تم تقسيم الدفعة إلى نصفين: نصف مرضى ضغط ونصف مرضى سكر، والنصف الثالث سيكوتك. هذا التقسيم خاص بكليتنا فقط (كلية الأكشن)، فلا تحاول تفهمه. 🎓💼
حياتك في كلية الأكشن عبارة عن: اصحى الفجر، اجري في الشوارع وفوق الباصات، ارسُب ثم اختبر، ثم حسب قات المصحح. 🏃♂️📚📝
في ست سنوات مارسنا كل الطقوس التعليمية وحركات الأكشن المتبعة في كل أسواق القات. 💪📚💼
التخزينة الأولى
دارت الأيام وبدأت أبحث عن عمل، وشاء العزيز القدير أن أدخل أول مقابلة في وقت بعد العصر وفي الشركة (س). وبعد تفتيش دقيق جداً لدرجة أنني خرجت من غرفة الحراسة إلى الشارع العام بغرض التأكد أنه مقر شركة وليس دار الرئاسة أو بيت خالي الكبير قوي. 🏢🔍
الحمد لله على كل حال. طلعت السلم للدور الثاني حيث مكتب المشرف العلمي (ص). وللأمانة كان أول دكتور صيدلي محترم جداً بعد العذاب الذي لقيناه في الكلية من العلماء المحترمين جداً جداً جداً. 🙏👨🔬
ألقيت السلام وبدأت بالتعريف بنفسي بعد الجلوس. الدكتور… وعندها المدير السوبر فتح علاقي القات وبدأ يستمتع. وفي تلك اللحظات نسيت المقابلة والعمل والراتب وخطة التقاعد، وبدأنا نتعاطى القات ونتناقش في موضوع الاحتباس الحراري والحلول المقترحة. خرجت من الشركة وأنا أحمد الله أن المدراء كلهم بأخلاق المدير العزيز. 🚪💼👨💼
التخزينة الثانية
بعد عناء استمر لأيام بعد التخزينة الأولى، حصلت على فرصة عمل بعد مقابلة ممتازة وهادفة في الشركة (ع). وبدأنا التدريب الذي كان يستمر من الساعة الثامنة صباحاً إلى الساعة الثامنة مساءً. كان الغداء تمام التمام، ولم ندرك أنه سيخرج من بطوننا عرض إلا بعد انتهاء أيام التدريب والبدء في الدوام والعمل الرسمي. 🕗🥗💼
المدير الجديد (براند نيو)
المدير الجديد كان حريصاً جداً على مصلحة المدير من الضياع، فأخذ جميع العينات المجانية واحتفظ بها في بيته. ويمكن من شدة خوفه عليها من التغير في درجة الحرارة اخذ كل الكمية لصيدليته الخاصة. نشجع حرص المدير على سلامة التخزين خاصةً والعينات أدوية.
هذه كانت بداية رحلتي، وما زلت في بداية الطريق. انتظروا المزيد من الحكايات في المقالات القادمة على “نوسان”.